ألمانيا تحصد البرونزية وأوروجواي تنال احترام العالم

المانيا حصدت المركز الثالث في المونديال للمرة الثانية علي التوالي يوليو
2010


رفض "المانشافت" وداع كأس العالم دون اعتلاء منصات التتويج ونجح رجال المدرب يواكيم لوف في انتزاع المركز الثالث للمرة الرابعة في تاريخهم بعد فوزهم علي منتخب أورجواي بثلاثة أهداف لهدفين في اللقاء الذي جمع المنتخبين علي ملعب نيلسون مانديلا باي بمدينة بورت اليزابيث مساء السبت.
المباراة التي أدارها الدولي المكسيكي بينيتو أرتشونديا دخلها المنتخبان وكلاهما يملك الأمل والطموح في إنهاء المشاركة المونديالية بابتسامة الفوز حيث لعب أوسكار تاباريز بتشكيلته المثالية التي عززها عودة الهداف لويس سواريز والمدافع خورخي فوسيلي الغائبين عن لقاء نصف النهائي أمام هولندا بداعي الإيقاف وكذلك القائد دييجو لوجانو الذي تعافي من الإصابة التي لحقت به في لقاء غانا بربع النهائي، فيما عاد نجم الوسط اليافع توماس مولر لتشكيلة المدرب يواكيم لوف التي لعبت دون الحارس نوير والقائد

فيليب لام ونجمي الهجوم بودولسكي وكلوزه.
النجم الأشقر دييجو فورلان باغت الحارس البديل يورج بوت بتسديده بعيدة بعد سبع دقائق مرت بجوار القائم الأيمن ورد زملاء القائد شفانيشتايجر بكرة ردتها العارضة من رأسيه المدافع المتقدم فيردريتش بعد ركنية نفذها موهوب الوسط الأعسر مسعود أوزيل في الدقيقة العاشرة.
مع عودة النجم ذو العشرين عاماً عادت للماكينات حيويتها ونجح نجم البايرن في تسجيل هدف بلاده الأول وهدفه الشخصي الخامس في البطولة مستغلاً تسديدة زميله باستيان شفانيشتيجر التي لم يحسن الحارس موسليرا التعامل معها وتابعها علي يساره في الدقيقة 17 من عمر اللقاء.
زملاء القائد لوجانو كانوا علي أهبه الاستعداد للرد حيث ضغط دييجو بيريز علي شتايجر في الوسط واستخلص الكرة ومرر لسواريز الذي منح هدية لزميله كافاني نجم فريق باليرمو الإيطالي ذو الـ23 عاماً، لم يتوان في إيداعها المرمي بعد 29 دقيقة من عمر اللقاء.
بعد هدف التعادل بثلاث دقائق نجح دييجو جودين في إبعاد عرضية أوزيل قبل كاكاو الذي دفع به لوف في الخط الأمامي منذ البداية، رد "السليستي" جاء بنفس الكيفية حيث شكل كاسيريس خطورة من الجانب الأيسر قبل أن ينجح رجل المباراة مولر في إبعاد الكرة لركنية في الدقيقة 34.
قبل نهاية هذا الشوط بدقيقتين كاد النجم الأورجوياني لويس سواريز أن يتقدم لبلاده

بعد انفراد من الجانب الأيمن وتسديده مرت بجزار القائم الأيمن للمرمي الألماني بقليل.
الشوط الثاني بدا بهجمة "سماوية" بعد ثلاث دقائق وتدخل الحارس بات لإنقاذها ومنع كافاني من تسجيل هدفه الشخصي الثاني فوصلت الكرة لسواريز الذي سدد خارج المرمي، بعد 6 دقائق تمكن نجم أتلتيكو مدريد دييجو فورلان من تسجيل هدف السبق لبلاده بعد عمل جماعي رائع بين سواريز وأريفالدو أنهاه الأسمراني بتمريره للأشقر علي حدود منطقة الجزاء ليسدد سليل العائلة الكروية العريقة بطريقة رائعة في مرمي حارس البايرن.
بعد التقدم الأورجوياني لم تتوقف الماكينة عن العمل بل ضاعفت مجهوداتها وتمكن المدافع الأيسر يانسن من تحويل عرضية زميله بواتينج الذي عوض غياب لام في الجبهة اليمني في مرمي حارس لاتسيو روما في الدقيقة 56 بعدها بدقيقتين ساهم تباطؤ أوزيل في إضاعة هدف التعزيز بعد أن تلقي ذو الأصول التركية
تمريرة من كاكاو ذو الأصول البرازيلية.
لم يفقد البلد اللاتيني الأمل في إدراك التعادل وسدد سواريز من بعيد كرة تصدي لها هانز بورج بات بنجاح في الدقيقة 62، وأخري من فورلان بعدها بثلاث دقائق ينجح خليفة أوليفر كان في التصدي لها أيضاً، هجوم رجال تاباريز يتوالي والقائد شتايجر يبعد الكرة لركنية من أمام سواريز الذي راوغ فيردريتش بطريقة مهينة في الدقيقة 67.
تحرك لوف أخيراً في الدقيقة 73 وقرر أخراج كاكاو وإشراك ستيفان كيسلينج لاعب باير ليفركوزين لتنشيط الهجوم وحسم الأمور قبل التمديد أو تلقي هدف يقلب الموازين. ولم يخيب كيسلينج أمل مدربه وسدد بقوة بعد أربع دقائق من نزوله كرة أعادها موسليرا للملعب بطريقة مماثله للهدف الأول قبل أن تنقذه راية المساعد الأول.

توالت تغييرات لوف والبديل هذه المرة كان توني كروس الذي عوض مارسيل يانسن قبل النهاية بتسع دقائق لتأتي الانفراجة بعدها بدقيقة واحدة برأس نجم الارتكاز ذو الأصول التونسية سامي خضيرة الذي حول الكرة في المرمي بعد ركنية نفذها أوزيل في الدقيقة 82.
وما بين إنفراد كيسلينج الضائع في الدقيقة 88 وإشراك المخضرم سباستيات أبريو بدلاً من كافاني في نفس الدقيقة وتسديده فورلان في عارضة بات في الدقيقة الثالثة من الوقت المحتسب بدلاً من الضائع، جاءت صافرة النهاية لتحمل السعادة في نفوس نجوم ألمانيا والرضا في وجوه نجوم أورجواي والعجب والاستغراب من توقعات "الإخطبوط الألماني المبروك"!
بعد مرور 63 مباراة من عمر النسخة الإفريقية للمونديال وبخماسية مباراة المركز الثالث ارتفع عدد الأهداف للرقم 144 وأصبحت هذه النسخة علي بعد 3 أهداف فقط من معادلة رقم النسخة الماضية بألمانيا 2006 التي شهدت تسجيل 147 هدف، وهذه قراءة في أهم ظواهر وأرقام اليوم قبل الأخير للبطولة:
1- للمرة الرابعة في تاريخه توج المنتخب الألماني بالمركز الثالث والميدالية البرونزية، "المانشفت" كان أول منتخب في العالم يتوج بهذا المركز في النسخة الثانية بإيطاليا عام 1934 علي حساب النمسا وبنفس النتيجة (3-2).
2- فوز ألمانيا علي أورجواي في مباراة المركز الثالث لم يكن الأول في تاريخ المنتخبين حيث سبق أن توجت ألمانيا بهذا المركز للمرة الثانية في تاريخها علي حساب أورجواي أيضاً في المكسيك 1970 عندما فازت (1-0).
3- بحفاظه علي المركز الذي حصل عليه علي أرضه علي حساب البرتغال في النسخة الماضية بات المنتخب الألماني أول منتخب يحافظ علي هذا المركز طوال تاريخ البطولة.
4- مواجهة منتخبين من أوروبا وأمريكا اللاتينية علي الميدالية البرونزية يعد السابع طوال تاريخ كأس العالم، منتخب "الماكينات" جلب التفوق للقارة العجوز بتحقيقه رابع فوز للمنتخبات الأوربية علي منتخبات أمريكا اللاتينية، الجدير بالذكر أن إقامة النهائي بين منتخبين أوربيين ضمن للأوربيين التفوق علي اللاتينيين علي صعيد إحراز لقب البطولة (10 مقابل 9).
5- بثلاثية مولر ويانسن وخضيرة رفع المنتخب الألماني رصيده من الأهداف في هذه البطولة للرقم 16، هذا الرقم بعيد بـ9 أهداف كاملة عن الرقم القياسي الذي سجله جيل 1954، كان الفريق الذهبي الذي أحرز أول ألقاب ألمانيا في سويسرا عام قد سجل 25 هدف في 6 مباريات فقط.
6- نتواصل مع أرقام التهديف الخاصة بالماكينات الألمانية التي رفعت رصيدها من الأهداف طوال تاريخها للرقم 206 ولم يعد يفصلها إلا 4 أهداف فقط لمعادلة رقم منتخب البرازيل الذي تفوق عليه المنتخب

الألماني في عدد المباريات في كأس العالم (99 مقابل 97).
7- تسجيل 5 أهداف في مباراة المركز الثالث ليس الرقم الأفضل علي هذا الصعيد حيث يبقي الرقم القياسي لمباراة فرنسا وألمانيا علي البرونز في السويد 1958 وانتهت المباراة بفوز رفاق الهداف فونتين (6-3) سجل منها الأسطورة الفرنسية 4 أهداف.
8- بانتهاء لقاء ألمانيا وأوروجواي بتفوق "المانشافت" بثلاثة أهداف لهدفين ارتفع عدد الأهداف التي تم تسجيلها في مباريات المركز الثالث السبعة عشر للرقم 68، الجدير بالذكر أن النسخة الأولي والرابعة لم تلعب خلالها هذه المباراة.
9- مع الرقم (3-2) نواصل الحديث حيث تساوت هذه النتيجة مع نظيرتها (2-1) كأكثر النتائج تكراراً في تاريخ مباريات المركز الثالث برصيد 4 مرات لكلاً منهما، يٌذكر أن فوز ألمانيا علي النمسا عام 1934 وبولندا علي فرنسا عام 1982 وتركيا علي كوريا الجنوبية عام 2002 كان بنفس نتيجة مباراة المركز الثالث لهذه النسخة.
10- مرة واحدة أقيم فيها لقاء المركز الثالث في نفس التاريخ الذي أقيم فيه خلال هذه النسخة، وكان بين بولندا وفرنسا في اسبانيا 1982، اللقاء أقيم
بينهم وانتهى بنفس النتيجة 3-2-